ملك روحي ورحل؟!

ملك روحــــــــي ورحـــــــــــــــــــــــــل

ذاب فؤادي واكتوى.. وأنا أعد الأيام والساعات علك تعود .. بل ليتك تعود ليعود الأمل من جديد.. ذابت أنفاسي ولم أسمع سوى أنين خافت.. يتسلل إلى مسامعي ..
آآآآآه يا أجمل الأحاسيس.. أين أصبحت أنت الآن وأين أنا ؟
هل لازلت أنت أنت وأنا أنا؟
كم من الأشخاص طرقوا بابي .. لكن لم أجد شخصاً مثلك ومثل مواصفاتك الحنونة ..

حبيبي .. قلبي لا يزال يرتعش كلما لاح طيفك في خيالات فضائي .. وكلما نظرتُ إلى صورتك المخبئة بين طيات رواياتي..حتى لا تراها أمي وتبكي على حالي ..
أتعبتني الأسئلة و أنحلتني ..لماذا؟
آه يا لقسوة الواقع والحقيقة .. الحقيقة لن تعود حقيقة ملموسة..
بل مستحيل تعود تلك الأيام التي جمعتني بك حتى لو كانت دقيقة واحدة.. لا بل مستحيل أن أراك حتى لو من بعيد .. لماذا تركتني وحيدة؟ ولماذا حال بيني وبينك الزمان؟ ليست الظروف وليست المسافات التي تبعدني عنك ..
نسيتني ونسيت أن تأخذني معك ..رحلت دون أن تودعني وأنت الذي وعدتني بأن نكون أروع ثنائي بالعالم ..

أتعلم يا حبيبي إنني ذات يوم ذهبت إلى الشاطئ الذي جلسنا به أول مرة سويا ..وسرت إلى ذالك المكان الذي جمعنا معاً ..
نعم نحن الاثنان ولا احد معنا ..سرت واللهفة والشوق معي علني أراك وارى طيفك ..نظرت إلى ذاك المكان وبكيت بصمت ..وبحرقة قلب تذكرت كلامك عندما قلت لي بعد سنتين بأذن الله سوف نجلس هنا نحن مع ابننا أو أبنتنا وسألعب معهم بتلك الأرجوحة …

سحبت أذيال الخيبة وجررت خطواتي وعدت إلى حيث العائلة يجلسون.. ساعات والجميع يتسامرون ويضحكون وأنا تطوقني الذكريات.. متى سألقاك؟

آآآآآآآآآآآآآآآآآآه.. كيف لا يمكنني ملاقاتك ! ! مهما احترق جفني من البكاء وتعبت أقدامي من الذهاب والإياب وباح صوتي واختفى من مناداتك بالنهوض والقيام ..مهما صرخت واشتكيت لن ترد علي سوى أصداء صوتي
فانتبهت من عالمي الثاني عالم ذكرياتي مع حبيبي فلم أجد سوى أمي وخالاتي وجدتي وعماتي

جالسون يتسامرون أختي مع زوجها وأخي مع زوجته بعيدا عنا يجلسون يراقبون أطفالهم كيف يلعبون ..

وأخواتي وبنات خالاتي لهم مواضيعهم الخاصة التي لا تعنيني..
فلم أجد لنفسي موقعاً بينهم فلاشيء يستهويني بعدك

سحبت خطواتي مرة أخرى وجلست أمام البحر وعلى تلك الصخرة الصماء جلست احدث نفسي متى أذهب إلى حيث حبيبي ؟؟

جاء أخي الحنون وجلس بمحاذاتي..
- ها يا أختاه لماذا تجلسين وحدك؟ لماذا لا تجلسين معهم؟!

نظر إلي حتى لمح الحزن بعيني وعرف مايكنه فؤادي اقترب مني وحدثني ..

- أرجوك يا أختاه أن تترحمي على (بـدر) وتخرجي من قوقعة حزنك فأنتي هكذا تؤلميه أنا لا أقول لكِ انسيه فالمرحوم عزيز علينا جميعاً..

عجز أخي ماذا يقول بل اغرورقت عيناه بالدموع (فبدر) صديقه الحميم وكانوا متفقين أن يكون زواجهم بليلة واحدة ولكن كان الموت اقرب إلى(بــدر) من حبل الوريد؟؟!!

حمل أخي طفلته الصغيرة على صدره وركبنا السيارة لنرجع للمنزل..

وكأن الطرق تشاركني حزني وهمي فجميعها مغلقة لصيانة ..
أرى الحيرة في عين أخي .. أين يتجه؟؟ لا محال فطريق المقبرة هو السبيل للوصول للمنزل ..
مررنا في ذالك الليل المظلم وصرنا بمحاذاة باب المقبرة ..
خفف أخي السرعة وصار يقرأ سورة الفاتحة ..بينما أنا مغمضة عيني وأنا أتمتم بقراءة السورة ..أحسست بأن حبيبي واقفاً ينتظرني.. رفعت راسي ونظرت إلى باب المقبرة لمحت طيفه واقفا مبتسماً لي.. نعم رايته وكأنه ينتظرني وبعد إن مشينا وأنا انظر إلى الوراء وقد حلق طيفه معنا كطائر سماوي .. بادلته الابتسامة..

وصلت إلى المنزل وأنا أتذكر تلك التسعة الأشهر التي مضت وأنا وأنت نرسم الأحلام ونخطط للمستقبل.. تسعة أشهر ونحن أحباء يربطنا وثاق شرعي وفترة خطوبة ..لازلت أتذكر ليلة عقد قراننا ..تلك الليلة والشيخ الذي عقد بنا ..لازلت أتذكره عندما قال لنا : بالرفاه والبنين ..أتذكر الشهود كانوا خالك وخالي..لازلت أتذكر تبريكات الأهل لنا أمي وأمك ..خالاتي وخالاتك.. عماتي وعماتك أخواتك وأخواتي ..لازالت زغاريدهم ترن بأذاني .. الصور وشريط الفيديو..كل شيء لا زلت محتفظة به في صندوق مذكراتي الثمينة..
آآآه أيها الحبيب الراحل لازلت أتذكر كل شيء طيبتك وحنانك..تدينك وأخلاقك ..
أتذكر باني قد أغضبتك مرة واحدة وأنت غضبت علي مرة واحد.. رجعنا سويا ونحن مؤيدون بأن هذه الفترة فترة تفاهم ..
ولكن أي تفاهم رحلت دون أن تقول شيء ..
تسعة أشهر كبر الفرح والسرور بين أحضاني وكأنه كالجنين الذي ينمو بالأحشاء الذي يسليني في غيابك عني
.. تسعة أشهر وبعدها حان وقت ولادة الحزن وضعت الفرح من أحشائي فلا للفرح مكان عندي ..ليتحول إلى حزن مقيم.. حزن يسليني بغيابك الأبدي عني ..فأنا بدونك لا أسوى شيئا ولا لدنيا طعم من دون ابتساماتك وضحكاتك وبريق عيناك وجنونك وقلبك الطيب الحنون معي. ...

وآآه ...على آآآآه... على آآآآآه
من ذالك اليوم الذي وصلني فيه خبر رحيلك عن الدنيا وكيف كانت زفتك إلى قبرك ..

آآآه من تلك الزغاريد المحزنة التي أطلقتها جارتنا ...قارنت بينها وبين زغاريد الفرح التي أطلقت ليلة عقد قراننا ..شتان بين ذاك وذاك ...

آآآه من ذاك الكفن الذي غطى على محاسنك..
وآآآآآآآآآه على ذالك الرمل الذي جمع باقي هواك واحتضنك ..ليتني كنت بذاك القبر وليتني كنت بذاك الكفن ..ليتني ..ليتني استطيع أن ادفن أحاسيسي وحبي معك ليتني .

حبيبي لازالت علاقتي بأمك وأخواتك قوية كما عهدتها أنت ..
وكلما اذهب لمنزلكم وارى غرفتك خالية وكل شي على ماهو عليه تسرقني الذكريات للحظات لعالم ثاني ليس ببعيد وأعود إلى حيث أنا واقفة..
لازالت ملابسك موجودة بدولابك وعطوراتك على الرفوف كما وضعتها أنت أخر مرة ..وتلك هي هديتي لاتزال موجودة على المنضدة بجانب سريرك.....

وبعدها اخرج من غرفتك بعد أن أستنشق بقايا أنفاسك المعلقة بجدرانها وبأستارها..وأمسح دمعة تسقط من محاجري على الرغم مني ..!
تحياتي

_________________

يسلموووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو

خييي والى الاماام